صمتي حكايه ♥» Admin
♥|البلدّ: : هوايتي : مزاجي : ♥|الجنسًـِـِ: : عدد المساهمات : 637 نقاط : 1657
| موضوع: الآخرة بلغة الفيزياء - علي منصور كيالي - 5/5 - الإثنين يناير 30, 2012 2:23 am | |
|
عدل سابقا من قبل صمتي حكايه في الإثنين يناير 30, 2012 2:40 am عدل 1 مرات | |
|
صمتي حكايه ♥» Admin
♥|البلدّ: : هوايتي : مزاجي : ♥|الجنسًـِـِ: : عدد المساهمات : 637 نقاط : 1657
| موضوع: الآخرة بلغة الفيزياء للمهندس على منصور كيالي شرح رائع وهام جدا.... الإثنين يناير 30, 2012 2:38 am | |
|
الآخرة بلغة الفيزياء محاضرة للدكتور علي منصور كيالي
الحلقة الآولي
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجميعن.
كلما وردت كلمة "خًلْق" او "خَلَقَ" يأتي بعدها كلمة "مِنْ".
{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّار} {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}
فالسيد المسيح عليه السلام يقول :
{أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ}
فإذا يوجد خالقين غير الله ، ولكنه سبحانه وتعالى أحسن الخالقين.
يتساءل الوجوديون ، وعلى رأسهم "أرسطو" : بما أنه سبحانه وتعالى :
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}
فمن أين جاءت هذه المادة ؟
تناسوا حقيقة أساسية في الفيزياء تقول : إن العدم هو كل الفيزياء. لذا فكل شيء وُجد أو يُوجد أو يمكن أن يوجد جاء من العدم.
{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً}
الألكترون شئ مذكور ، إذا لم هناك حتى ألكترون.
سبحانه وتعالى يخاطب سيدنا زكريا عليه السلام ، فيقول :
{وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} حتى لم تكن ألكترون !
لذلك بدء الكون بقبضة "فاطر" ، فالسادة الفقهاء يقولون إن أمره بين "الكاف"و"النون"! في الواقع ، من الناحية الفيزيائية ، أمره قبل "الكاف"و"النون". لإننا إذا لفظنا حرف "الكاف" نكون قد أخذنا ثانية ، وفي ثانية يكون الضؤ قد قطع 300,000 كم.
جاء الكون من العدم ، وكانت المادة مضغوطة بشكل عجيب !
قد يبدو الجدار أصم ، ولكن الجدار فارغ أمام أشعة الراديو والتلفزيون والموبايل ، واللاسلكي. فإذا ضغطنا المادة ، بحث نضغظ فراغ الذرة ، نجعل نواة الذرة تلامس نواة الذرة الأخرى ، فحسب جدول "ماندوليه" ، وبالوزن الفيزيائي الذري الحقيقي ، نحصل على مادة وزن السنتمتر المكعب الواحد منها 114 مليون طن !!!
بعبارة اخرى ، إذا اخذنا مليار و 627 مليون إنسان (1,627,000,000) متوسط وزن الإنسان 100 كلغ ، ينضغطوا معنا بسنتمتر مكعب واحد ، فنحن "كتير شايفين حالنا ، ومحسّبين أنفسنا قضية !"
فالله سبحانه وتعالى قادر أن يجمع الإنسانية كاملة بعلبة كبريت ! فالكرة الأرضية بالكامل إذا ضغطت بهذا الشكل فإنها تصبح كرة نصف قطرها 87 سنتمتر مكعب ، محتفظة بوزنها وجاذبيتها.
كانت المادة مضغوطة بهذا الشكل ، ولم يكن الزمان موجودا ، لإن الزمان ينتج من حركة المكان ، فإذا أوقفنا الكرة الأرضية عن الدوران في يوم جمعة فلن نصبح بيوم سبت.
فالقرآن الكريم ، منذ 1,400 سنة أوضح هذه الحقيقة – أن الزمان يأتي بعد المكان – يقول الله تعالى :
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ}
فأصبح الزمان. إذا الزمان إحساسنا بسرعة إنتقال المكان ، فإذا أسرعنا الأرض في الدوران نسجل أياما أكثر ، وإذا أبطأنا الارض في الدوران نسجل أياما أقل.
فعلى سبيل المثال : أقرب الجيران لنا في الكون هو "القمر". الأرض تسجل 30 دورة اي 30 شروق وغروب ، بينما القمر يسجل دورة واحدة. فإذا ولد مولودان ، واحد على الأرض وواحد على القمر ، فمن على الأرض يسجل 30 شروق وغروب ، ومن على القمر يسجل شروق وغروب واحد ، فعمره يوم واحد. ومن على الأرض يصبح عمره 30 سنة ، بينما من على القمر إبن سنة واحدة ، وهذا أقرب الجيران لنا.
إذا ... كانت المادة مضغوطة بهذا الشكل ، فإذن الله سبحانه وتعالى بإنفجار هذه المادة.
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا}
وبدء الكون منذ 16 مليار سنة بالتوسع آخذا شكل "البوق العملاق".
{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ}
فالشكل العام للكون الذي يجمع السماوات والأرض هو على شكل صُور او بوق. فهذا الإنفجار مضى عليه 16 مليار سنة ، وعمر مجموعتنا الشمسية 4,5 مليار سنة.
الكرة الأرضية مقبلة على حدثين هائلين سيحدثان في يوم واحد.
حينما نزل قوله تعالى : {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}
جاءتنا القذيفة من علم الغيب ، فذيفة تمشي بسرعة الضؤ ، 300,000 كلم في الثانية ، نحو الكرة الأرضية مباشرة. {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} قال : أطلقنا القذيفة. وحين قال بعدم الإستعجال لإنها بنفسها "مُسرعة" !
مع هذه القذيفة يسبح ملائكة كرام ، والملائكة سوف يصلون قبل القذيفة ، ربما بساعة او ساعتين ، او بربع ساعة ، لكي يميتوا وبسرعة كل المؤمنين على سطح الأرض ، كي لا يشهدوا أحداث الساعة ، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة وعلى ظهر الأرض مؤمن".
سورة "النازعات" توضح الحدث فيزيائيا بشكل عجيب :
{ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطا} بسرعة ، {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} مع القذيفة ، {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} إنتقل من الواو الى الفاء ، { وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} ، تحدث عن أكثر من سرعة الضوء.
وفي سورة "القمر" :
{ وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} الآية الأخرى :
{ لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً} إذا :
{ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً }{ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً }{ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً }{ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً }{ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً }{ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ }{ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَة}
حدثين هائلين هائلين في حادث سير كوني رهيب سَيَمُرّ على الكرة الأرضية.
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} حين تقوم هذه القذيفة بضرب اِلأرض من جانبها ، فينعكس دوران الأرض فتشرق الشمس من مغربها ، ويصبح :
{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} فعلا شي عظيم هذا الحادث الكوني !!
قال الله تعالى :
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ} بالتاء المربوطة ، ولم يقل كل مرضع ، المرضع هي فترة الرضاعة السنتين ، فالمرأة قد تسمى مرضع وقد لا يكون ولدها في حال الرضاعة. لكن "المرضعة" هي أثناء الرضاعة فتلقي بولدها. فقال : {كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ}
{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} وذلك أثناء مرور القذيفة بجانب الشمس وهي آتية إلينا ، فتفجر الشمس وراءها مباشرة.
العلم الحالي يقول : إذا انفجرت الشمس ، يضع فرضية لكن عندنا حقيقة ، إذا انفجرت الشمس فخلال عشر دقائق سوف تكون الكرة الملتهبة تضم عطارد والزهرة والقمر ، فيصبحوا جميعا داخل الشمس. يقول الله صراحة : {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} أصبحوا كتلة واحدة ، ويصبح غلافنا الجوي كتلة ملتهبة ، فقال تعالى :
{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً} باللهب ،
من تفسير القرطبي : قال أهل اللغة : مار الشيءُ يَمور مَوْراً، أي تحرّك وجاء وذهب كما تَتَكفَّأ النخلةُ العَيْدانة ، أي الطويلة. وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض. مجاهد : تدور دوراً.
{وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} الحرارة تصبح على سطح الأرض حوالي 16,000 بحدود درحة مئوية. المعلوم بدرجة حرارة 3,500 يذوب الصخر ، وحرارة البراكين 3,500 درجة. ولا يكون هناك خراب ، ولكن "صهر".
بهذه الصدمة وبهذه الحرارة يتفكك المآء إلى أصله الغازي H2O ، فيرجع هيدروجين واوكسيجين. فيشتعل الهيدروجين بوجود الأوكسيجين ، فالماء بذاته "يُسَجّر" أي يصبح هو وقود !
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}
من تفسير القرطبي : عن الضحاك ومجاهد: أي فُجرت فصارت بحراً واحداً. وقيل : صارت بحراً واحداً من الحميم لأهل النار. وعن الحسن أيضاً وقتادة وابن حيان : تيبس فلا يبقى من مائها قطرة. القُشَيْريّ : وهو من سَجَرْت التنور أَسْجُره سَجْرا : إذا أحميته.
يتفكك المآء فيصبح غاز مشتعل فيزيد اللهب على لهب. وفي خلال بضع دقائق يصبح سطح الأرض مصفور بركاني ليس فيه معلم.
{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً} مسح كامل
إذا ... حدثين كونيين سيمران على الكرة الأرضية ، ولا يعلم التوقيت إلا الله سبحانه وتعالى :
{لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
بعد هذا الدمار على سطح الكرة الأرضية ، تقوم "الثقوب السوداء" في الكون بطي الكون. المادة السوداء في الكون ليست فراغ ، بل هي مادة لها كثافة ، هذه المادة هي المسؤولة عن طي السماء ، ففي سورة الأنبياء :
{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَآءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}
إذا ستطوى السماوات بالكامل بيمين الرحمن :
{ وَالأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}
تنتهي الحياة بكل أشكالها ، وسيعود الكون الى العدم ، ولا يبقى إلا الله عز وجل وليس أمامه خراب كوني ليعيد بناؤه :
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} لا يبقى شئ ، سنعود إلى العدم.
أما يوم البعث قتعود الكرة الأرضية فقط الى الساحة ، ولن تكون ذات شكل كروي ، بل ستكون مسطحة. قال الله تعالى : {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ} وقال صلى الله عليه وسلم : " يحشر الناس على صعيد واحد". وسيكون سطح الأرض رمل ، قال تعالى :
{و َكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً}
كثبان رملية ، وكثافة الإنسان أخف من كثافة الرمل ، فبِهزّة خفيفة سنطوف على وجه الأرض !
{إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}{وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}
ومتى أصبحنا على السطح ، صيحة واحدة ، زجرة واحدة ما لها من فواق ، ما لها من تكرار ! إحيانا النائم لا يستيقظ من الصيحة الاولى . قال تعالى :
{وَمَا يَنظُرُ هَـؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} ما في داعي نكررها !
السماوات مكسوفة تماما ، لا نجم ولا قمر ولا شمس. ظلام حقيقي مئة في المئة يعم الكون ، وكل إنسان يحمل أوزاره ويمشي في الرمل ، فوضى عارمة تعمّ الأرض.
{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} {يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}
فوضى عارمة وظلام مطلق
في هذا الموقف بالذات ، وهذه بشرى للجميع :
{يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}
فقط المؤمنون لديهم نور ! الآية الأخرى : {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُم}
الملائكة الكرام ترجع المنافقون من كل الجهات.
{قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُوراً}
بعد رجوع المنافقين ، يبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون في الوسط.
ثم تُتَابع الآية بشكل شريط فيديو رائع :
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}
اول خط حماية للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أهوال ذلك اليوم.
بعد هذه الفوضى ، قال تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} وليس بنور الشمس {وَوُضِعَ الْكِتَابُ}
القرآن الكريم يعطينا مشهدا طريفا جدا أثناء توزيع الصحف : أضع يدي الشمال خلفي تماما ، لكي ألغي دورها نهائيا ، وأمد يدي اليمنى فقط كي آخذ كتابي بيميني من الملائكة الكرام ، ولكن هذه الحيلة لا تنطلي على الملائكة الكرام ، وقد جاءت في آيتين إثنتين :
{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ}
فحتى لو وضعت يدي وراء ظهري ، يظهر الكتاب على غفلة في يدي الشمال وأنا أمد يدي اليمين ، إذ لا تلاعب في ذلك الموقف.
فالمومن ، وهذه بشرى من الله سبحانه وتعالى ، يجد كل سيئاته قد محيت ، إقرؤا الآية رقم 2 في سورة محمد – صلى الله عليه وسلم :
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}
محاها للسيئات ، لذلك يقول المؤمنون صراحة بكل قوة وثقة :
{هَآؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ} كل السيئات مُحيت ،
بعد قراءة الكتب ، ستقف الإنسانية على الإطلاق صفا واحدا أمام المولى عز وجل ، كنوع من التحدي الإلهي ، هل نسينا احد ؟ {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً}
الآخرة بلغة الفيزياء محاضرة للدكتور علي منصور كيالي
الحلقة الثانية
بعد قراءة الكتب ، ستقف الإنسانية على الإطلاق صفا واحدا أمام المولى عز وجل ، كنوع من التحدي الإلهي ، هل نسينا احد ؟ {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} قال الله تعالى : {وَعُرِضُواْ عَلَى رَبِّكَ صَفَّاً}
الملائكة الكرام سينظمون هذا الصف : {وَالصَّافَّاتِ صَفَّا} {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً} لمن لا يقف منضبط وتقول الملائكة عن ذاتها :
{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّآفُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}
ويقف الرسل الكرام أمام هذا الصف ، ثم يخرج من هذا الصف كل أناس إلى إمامهم :
{يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}
الأمة الإسلامية في الوسط ، وحولها الأمم الأخرى.
فالله سبحانه وتعالى هو إنتقاكم إنتقاء لكي تكونوا شهداء على كل الأمم ، تقول الآية الكريمة :
{هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ}
وبعد الحساب الجماعي ، والحساب الجماعي في البداية يكون جاثيا بالمعنى العسكري ، "سورة الجاثية" : {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}
فكل الأمم – بالمعنى المدرسي – سيحصلوا على صفر ، عندما يدعون إلى كتابهم ! ومع الأسف ، فنحن ضمن هذه المجموعة حينما يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم التقرير الصادق لنتائج الرسالة ، ولن يستطيع أن يدافع عنا :
{وَقَالَ الرَّسُولُ يرَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواْ هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}
وهذا تقرير الرسالة ! يبقى لنا الامل في الحساب الإفرادي ، إذ يكفي المسلم أن يعترف بكل ما ورد في كتابه سلبا أم إيجابا ، إذ لا يمكن للمسلم أن يقول لله سبحانه وتعالى : هذه المعلومة خطأ ! فيكذب ملكين ويكذب الإله ، ومن يكذب :
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}
أما المعترف ، فلا داعي لهذا ! والآية في "سورة التوبة" تبشر الجميع أن المعترفين بما ورد ، سلبا أم إيجابا :
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} "عسى" من الله توكيدية وليست إحتمالية !!
بعد هذا يتم إحضار جهنم ، قال الله تعالى : {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}
إذا لم تكن موجودة منذ البداية !
{إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}
جاءت تكاد تمزق نفسها من الغضب :
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ} أما الجنة ، فقال تعالى :
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ}
في هذا الموقف ، سبعة يظلهم الله في ظله "من حر جهنم" ، وهم معروفون في الحديث الشريف. أما باقي الناس من غير المؤمنين ، فيذهبون إلى ظل من نوع آخر ، يقول تعالى في "سورة المرسلات" : {انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ * لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}
هذا الظل هو من الدخان ، دخان جهنم يحسبونه ظلا ، قال تعالى :
{وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} من دخان !
هنا يحصل العطش ويحدث ورود الحوض ، وتحصل الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم ، فكل مؤمن يتناول كتابه بيمينه له امرين :
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}
فكل مسلم أو مؤمن بشره الله بدخول الجنة ! ولكن القضية ليست بدخول الجنة فقط ، فهناك قضيتين هامتين أكثر : حين يأخذ الطالب البكالوريا ، فليست البكالوريا المشكلة ، ولكن المشكلة المفاضلة والكليات في الجامعة !
فالمشكلة المفاضلة على درجات الجنة ، وفعلا نلاحظ في درجات الجنة أمور عجيبة جدا في التمييز بين من يعمل مثقال ذرة ، عن الذي لم يعمل ، لذا سمّى رب العالمين يوم البعث يوم "التغابن".
كل إنسان يغبن نفسه فيقول : لو سبّحت أكثر ، او كما يقول الطالب : لو درست أكثر لحصلت على معدل أفضل ! لذا يوم التغابن يشعر كل إنسان أنه غبن نفسه ، أضاع وقته وغيره قد سبقه !
والجنات الواردة في القرآن الكريم خمسة : الفردوس ، عدن ، الخلد ، المأوى وجنة النعيم ! وأعلى الجنان "جنة النعيم".
وقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا سألتم الله فأسألوه الفردوس" لإننا لسنا أهل لإكثر من الفردوس.
وأعلى مقام على الإطلاق هو "المقام المحمود" ، وهو محجوز لشخص واحد معروف :
{عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}
أدنى من "المقام المحمود" مباشرة "جنة النعيم" ويدخلها نوعين ، النوع الأول وهم "المقربون" ، يقول الله تعالى في "سورة الواقعة" :
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}
أما الصنف الثاني فهم "عباد الله المخلصين" ، يقول الله تعالى في "سورة الصافات" :
{إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}
ومن المقربين ، مثلا ، عيسى عليه السلام :
{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يمَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
ومن "عباد الله المخلصين" يوسف عليه السلام :
{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
| |
|